سورة الأنعام - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنعام)


        


قوله تعالى: {قل لمن ما في السماوات والأرض} المعنى: فان أجابوك، وإلا ف {قل: لله، كتب على نفسه الرحمة} قال ابن عباس: قضى لنفسه أنه أرحم الراحمين. قال الزجاج: ومعنى كتب: أوجب ذلك إيجاباً مؤكداً، وجائز أن يكون كتب في اللوح المحفوظ؛ وإنما خُوطِبَ الخلقُ بما يعقلون فهم يعقلون، أن توكيد الشيء المؤخَّر أن يحفظ بالكتاب. وقال غيره: رحمته عامة؛ فمنها تأخير العذاب عن مستحقِّه، وقبول توبة العاصي.
قوله تعالى: {ليجمعنكم إلى يوم القيامة} اللام: لام القسم، كأنه قال: والله ليجمعنكم إلى اليوم الذي أنكرتموه. وذهب قوم إلى أن {إلى} بمعنى: في ثم اختلفوا، فقال قوم: في يوم القيامة، وقال آخرون: في قبوركم إلى يوم القيامة.
قوله تعالى: {الذين خسروا أنفسهم} أي: بالشرك، {فهم لا يؤمنون} لِما سبق فيهم من القضاء، وقال ابن قتيبة: قوله: {الذين خسروا أنفسهم} مردود إلى قوله: {كيف كان عاقبة المكذبين} الذين خسروا.


قوله تعالى: {وله ما سكن في الليل والنهار} سبب نزولها: أن كفار مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: قد علمنا أنه إنما يحملك على ما تدعونا إليه الحاجة؛ فنحن نجعل لك نصيباً في أموالنا حتى تكون من أغنانا رجلاً، وترجع عما أنت عليه، فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس.
وفي معنى {سكن} قولان:
أحدهما: أنه من السكنى، قال ابن الأعرابي: {سكن} بمعنى حلّ.
والثاني: أنه من السكون الذي يضاد الحركة، قال مقاتل: من المخلوقات ما يستقر بالنهار، وينتشر بالليل، ومنها ما يستقر بالليل، وينتشر بالنهار.
فان قيل: لم خص السكون بالذكر دون الحركة؟ فعنه ثلاثة أجوبة.
أحدها: أن السكون أعم وجوداً من الحركة.
والثاني: أن كل متحرك قد يسكن، وليس كل ساكن يتحرك.
والثالث: أن في الآية إضماراً، والمعنى: وله ما سكن وتحرك؛ كقوله: {تقيكم الحر} [النحل: 82] أراد: والبرد؛ فاختصر.


قوله تعالى: {قل أغير الله أتخذ ولياً} ذكر مقاتل أن سبب نزولها، أن كفَّار قريش قالوا: يا محمد، ألا ترجع إلى دين آبائك؟ فنزلت هذه الآية. وهذا الاستفهام معناه الإنكار؛ أي: لا أتخذ وليا غير الله أتولاه، وأعبده، وأستعينه.
قوله تعالى: {فاطر السماوات والأرض} الجمهور على كسر راء {فاطر}. وقرأ ابن أبي عبلة برفعها. قال أبو عبيدة: الفاطر، معناه: الخالق. وقال ابن قتيبة: المبتدئ. ومنه «كل مولود يولد على الفطرة» أي: على ابتداء الخلقة، وهو الإقرار بالله حين أخذ العهد عليهم في أصلاب آبائهم. وقال ابن عباس: كنت لا أدري ما فاطر السماوات والأرض، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر؛ فقال أحدهما: أنا فطرتها، أي: أنا ابتدأتها. قال الزجاج: إن قيل: كيف يكون الفطر بمعنى: الخلق؟ والانفطار: الانشقاق في قوله تعالى: {إذا السماء انفطرت} [الإنفطار: 1] فالجواب: إنما يرجعان إلى شيء واحد، لأن معنى فطرهما: خلقهما خلقاً قاطعاً. والانفطار، والفطور، تقطُّعٌ وتشقُّقٌ.
قوله تعالى: {وهو يُطْعِمُ ولا يُطعَمُ} قرأ الجمهور بضم الياء من الثاني؛ ومعناه: وهو يَرزق ولا يُرزق، لأن بعض العبيد يرزق مولاه. وقرأ عكرمة، والأعمش: {ولا يَطعم} بفتح الياء. قال الزجاج: وهذا الاختيار عند البصراء بالعربية، ومعناه: وهو يَرزق ويُطْعِمُ ولا يأكل.
قوله تعالى: {إني أُمرت أن أكون أول من أسلم} أي: أول مسلم من هذه الأمة؛ {ولا تكونن من المشركين} قال الأخفش: معناه: وقيل لي: لا تكوننَّ، فصارت: أمرت، بدلاً من ذلك؛ لأنه حين قال: أمرت، قد أخبر أنه قيل له.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8